تراجع طفيف لأسعار الذهب العالمية بعد بيانات اقتصادية أمريكية قوية وسعره اليوم في مصر

لمحة نيوز

تراجع طفيف لأسعار الذهب عالميًا بعد صدور بيانات اقتصادية أمريكية قوية... واستقرار نسبي في السوق المصري

شهدت أسعار الذهب العالمية تراجعًا طفيفًا خلال تعاملات نهاية الأسبوع، بعد صدور بيانات اقتصادية أمريكية أظهرت تحسنًا ملحوظًا في أداء سوق العمل الأمريكي. هذه البيانات عززت توقعات المستثمرين بأن البنك الفيدرالي الأمريكي قد يُبطئ وتيرة خفض أسعار الفائدة، الأمر الذي أدى إلى انخفاض شهية المستثمرين تجاه المعدن الأصفر كملاذ آمن.

وفي الوقت الذي تأثرت فيه البورصات العالمية بهذا التراجع، بقيت السوق المحلية في مصر أكثر تماسكًا، وسط ثبات نسبي في سعر الدولار مقابل الجنيه، ومراقبة حذرة من المتعاملين المحليين لتقلبات الأسعار العالمية.

بيانات أمريكية تفرض ضغوطًا على الذهب

السبب المباشر وراء هذا التراجع يعود إلى تقرير الوظائف الأمريكية الصادر يوم الجمعة 5 يوليو، والذي فاق التوقعات من حيث عدد الوظائف الجديدة وانخفاض معدل البطالة، ما يشير إلى قوة الاقتصاد

الأمريكي. هذه النتائج قلّلت من فرص إقدام الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة في وقت قريب، وهو ما أضعف الطلب على الذهب، الذي عادة ما يستفيد من تراجع الفائدة لأنه لا يدر عوائد مباشرة.

وقد انعكس ذلك مباشرة على السوق العالمية، حيث انخفض سعر الأونصة إلى مستويات تتراوح بين 3,300 و3,340 دولار، بعد أن كان قد لامس 3,400 دولار في جلسات سابقة، ما يضع الذهب في مسار تصحيحي بعد موجة ارتفاع استمرت منذ مطلع العام.

توقعات متباينة بشأن مستقبل الأسعار

رغم التراجع الأخير، لا تزال التوقعات المستقبلية للذهب متفائلة نسبيًا، إذ رفعت مؤسسة HSBC تقديراتها لمتوسط سعر الذهب خلال عام 2025 إلى نحو 3,215 دولار للأونصة، مدعومة بزيادة الطلب من البنوك المركزية وتراجع الثقة في بعض العملات المحلية حول العالم. كما أشارت تقارير أخرى إلى أن المعدن الأصفر سيظل عنصرًا أساسيًا في استراتيجيات التحوّط من التضخم والتقلبات السياسية، ما يمنحه أرضية دعم قوية في المدى المتوسط.

السوق المصرية:
هدوء نسبي رغم التذبذب العالمي

في مصر، لم يكن للتراجع العالمي تأثير حاد على أسعار الذهب المحلية، حيث سجّلت الأسعار اليوم، السبت 6 يوليو 2025، مستويات مستقرة مقارنة بأيام الأسبوع الماضي. فقد بلغ سعر جرام الذهب عيار 24 نحو 5,294 جنيهًا، بينما سجل عيار 21 الأكثر تداولًا حوالي 4,635 جنيهًا، وبلغ سعر عيار 18 حوالي 3,970 جنيهًا. ويُعزى هذا الثبات النسبي إلى استقرار سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري، وعدم وجود عوامل محلية جديدة مؤثرة في السوق خلال اليومين الماضيين.

سلوك المستهلك المصري: الحذر سيد الموقف

بحسب تصريحات عدد من تجار الذهب في القاهرة والإسكندرية، فإن السوق يشهد حالة من الهدوء مع دخول فصل الصيف، خاصة مع تراجع مناسبات الزواج نسبيًا وارتفاع الأسعار مقارنة بالمستوى الذي اعتاده المستهلكون. ويضيف أحد التجار: "الزبائن تتابع الأسعار يوميًا، لكنهم في الغالب ينتظرون هبوطًا ملموسًا قبل اتخاذ قرار الشراء، ويفضل البعض تأجيل الشراء إلى ما بعد العيد"

.

عوامل أخرى قد تؤثر في المرحلة المقبلة

هناك عدة متغيرات من الممكن أن تحرك أسعار الذهب في الأيام القادمة، من بينها:

قرارات الفيدرالي الأمريكي المقبلة بشأن الفائدة

تحركات سعر صرف الدولار عالميًا

مستوى الإقبال من البنوك المركزية، خصوصًا في آسيا

التوترات الجيوسياسية المحتملة في مناطق عدة

كل هذه العوامل قد تعيد تشكيل مشهد الأسعار بشكل مفاجئ، ما يتطلب متابعة حثيثة من قبل المستثمرين والمشترين الأفراد على حد سواء.

ختامًا

رغم التراجع الطفيف الذي سجّله الذهب عالميًا، يظل المعدن الأصفر عنصرًا مهمًا في المحافظ الاستثمارية، سواء لحماية الثروة أو للتحوّط من الأزمات. أما محليًا، فقد أثبت السوق المصري قدرته على امتصاص تأثير التذبذبات العالمية، بفضل استقرار نسبي في سعر الصرف وثقة المستهلكين في المعدن كخيار طويل الأجل.

ويبقى السؤال: هل ستُعيد بيانات الاقتصاد الأمريكي تحديد المسار العالمي للذهب؟ أم أن الأحداث المفاجئة ستفرض واقعًا جديدًا في السوق العالمية

والمحلية؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة.

تم نسخ الرابط